زميلتنا المدونة الجميلة ايهاث أرسلت الى تعلمنى بخروج أول كتاب لها للنور , ما لم تكن تعرفه أننى فى اليوم السابق كنت أزور مدونتها بعد غياب لظروفى الحالية و كنت سعيدا جدا عندما قرأت عن كتابها
ألف مبروك يا ايهاث.. مزيد من النجاح دائما ان شاء الله
زميلتنا المدونة الجميلة ايهاث أرسلت الى تعلمنى بخروج أول كتاب لها للنور , ما لم تكن تعرفه أننى فى اليوم السابق كنت أزور مدونتها بعد غياب لظروفى الحالية و كنت سعيدا جدا عندما قرأت عن كتابها
ألف مبروك يا ايهاث.. مزيد من النجاح دائما ان شاء الله
فى مصر مسيحيون كثيرون, نسبة كبيرة يصل عددهم لبضعة ملايين
يحبون أن يدعون بالأقباط لما لهذا الاسم الذى يعنى مصرى من ربط لهم بالوطن الأم... ظاهرة صحية من ناحية و لكنها قد تكون مدمرة اذا قرأت قراءة أخرى (1)
مسيحيو مصر لهم مشاكل.. لا يعنينى هنا ما هى.. البعض يتحدث عن حرية اقامة الكنائس, اهتمام أكبر فى الاعلام, تمثيل سياسى متوازن و كلها حقوق مشروعة بالطبع
البعض يبالغ فيتحدث عن اضطهاد جماعى و اختطاف و غسيل مخ بل و تعذيب و قتل.. قصص أعرف بحكم قربى من مصادر أنها جميعها أو أكثريتها باطلة
أما سبب المشكلة فهو قرون من الحكم الظالم الذى فرض قوانين و تشريعات ظالمة انتقصت من حقوق المسيحيين و أحيانا من كرامتهم بينما قبع الشعب المصرى المسلم فى غياهب سلبيته المعهودة متأثرا بما يتعرض له هو أيضا من انتقاص و ظلم و هنا بدأت المشكلة فقد بدأ كل يغنى على ليلاه!!
ان الحكومة لم و لن تفعل شيئا للمسيحيين و هى لا تفعل شيئا الا مكرهة و ما تعطيه باليمين تأخذه بالشمال لذا فالتوجه لها من أجل الحل يبدو لى عديم النفع تماما كما يبدو لى التوجه للخارج قليل النفع لانه يثير توترا طائفيا يجعل المسلمين يشعرون أنهم مستهدفين بذاتهم
لكن المشكلة الحقيقية ليست الاّن بين الحكومة و المسيحيين.. على الأقل ليست هذه هى الأكثر خطرا.. ما يقلقنى الاّن ما أراه من طائفية حقيقية بين أفراد الشعب أنفسهم من الجانبين خاصة جيل الشباب.. طائفية ترفع جدران من التمييز و العزلة
و دعونى أحكى لكم قصة ذات دلالة:
يقيم كلا منا في سريرين فوق بعضهما, الزميل القديم لى كان مسيحيا متدينا جدا, عندما علم بأنى مسلم خيرنى ان شئت أن أنتقل الى سرير اّخر به رفيق مسلم.. كانت أول نقطة
مائدة الطعام بها سبعة مسيحيين و مسلم واحد هو أنا, ما قوانين الصدفة فى هذا؟
عندما يتغيب أحد المشاركين بالمائدة يكون البديل بالمصادفة أيضا مسيحى!!
أما ما لا يمكن اغفاله فكان زميلى القديم الذى كان محترما و طيبا و بعيدا عن هذه الأفكار السوداء, كانت المائدة دائمة باردة و طائفية الا من حديثى معه, و كان هو من يوقظنى لصلاة الفجر
السؤال الاّن للمسلمين: هل يتحدث معكم أصدقائكم المسيحيين عن مشاكلهم ؟
و للمسيحيين: هل تثقون بزملائكم المسلمين بما يكفى لاشراكهم فى حل مشاكلكم؟
هل عندما تنتقى المقعد الذى ستجلس عليه فى الاجتماع تنتقى الى جوار من يماثلك الديانة؟؟
هل كل منا يغنى على ليلاه؟؟
عزيزى المصرى: هل أنت طائفى؟
هوامش:
1- بعض المتطرفين من المسيحيين يفاخرون فى كل مكان بأنهم من الجنس المصرى النقى و أن المسلمين مهجنين مع العرب أو واردين من الخارج تماما كأن 14 قرنا من الزما لا تكفى لجعلهم مصريين كاملى الأهلية
حجات كتير مبنحسش بقيمتها الا لما نقابل الوش التانى.. الاّخر القبيح
كنت أحب أفطر فى رمضان مع اصحابى كتير, و الاّن!!!
لو أدفع نص عمرى و أفطر فى البيت!! انا و بابا و ماما و أختى على الفطار و صوت القراّن فى الراديو.. سربعة اللحظات الأخيرة قبل الفطار..
مسلسل الاذاعة اللى صار جزء من تقاليد الأسرة, ممنوع تماما فتح التلفزيون لغاية ما يخلص مسلسل الراديو!!
صوت الموسيقى من غرفتى بعد الأكل و صوت تقليب الشاى من المطبخ..
أخيرا كباية الشاى و أنا فى البلكونة بتفرج على الشوارع الفاضية تقريبا
وحشنى البيت ووحشتنى حياتى البسيطة اللى كنت عايشها زمان
, و سكك حديد مصر 2 زهقت و طهقت من الكلام
من فترة قريت على بلوج أحمد شقير موضوع عن مصر, المشكلة كانت عن مدون سعودى كتب نقد عن مصر و تلاحقت التعليقات فى نقاش حاد عند هذا المدون المسكين
الحقيقة الموضوعية هى أن الرجل لم يرتكب خطأً.. الرجل كتب نقدا موضوعيا عن سبب تحرك مصر للوراء بينما يتحرك أغلب العرب للأمام!! نقد نحدث به أنفسنا كل يوم!!!
الا أن الحمية القومية استعرت فى نفوس الكثيرين لنجد أن أغلب الردود تحاول التقليل من مستوى التردى الذى نعيش فيه و تتغنى بما قدمت مصر للعرب ناكرى الجميل الذين تجرأوا على نقد الأوضاع المصرية
و الحقيقة أن هذه الحمية التى تمتلىء بها جينات المصريين تحيرنى كثيرا, فالمصرى بطبعه ذو كبرياء شديد جدا و لو كانت به مصائب الدنيا و عيوبها فهو يرفض أن يراها أو يتحدث عنها أى غريب و لذلك رأينا البعض يتمسك بأن مصر دولة ذات ثقل و دور محورى بالرغم مما تكشف عنه كل الأزمات التى مرت على المنطقة فى العقدين السابقين و رأينا فيها مصر كدولة عاجزة عن احداث أى تغيير أو تقديم أى مساعدة بل و اصبحت أخيرا دولة عاجزة عن التعبير عن اّراء الجماهير لتتبنى مواقف تملى عليها من أطراف أخرى.
ان كبرياء المصرى شىء جميل نفخر به جميعا لكن أن يتحول هذا الكبرياء لتعصب يعمى عيوننا عن حقائق الأمور فهذا أمر سىء للغاية, أن نعيش فى أوهام و نطلب من كل من حولنا أن يردد علينا هذه الأوهام فهذه حماقة.. نحن بذلك ننفصل عن الواقع لنفقد أى أمل فى الاصلاح من قبيل أو بعيد
ان علينا كمصريين أن نطوع كبريائنا لنتعلم أن نتقبل النقد البناء بدون الافراط فى الحساسية, نتعلم أن نجعل من الجراح التى يحدثها هذا النقد فى كبريائنا قوة دافعة لتغيير هذا الواقع, لا أن تدفعنا لتقديم مبررات حمقاء من نوع نقص الموارد و الكثافة السكانية و غيرها من المبررات التى استطاعت العديد من الدول التغلب عليها و تحويلها الى عوامل نجاح و تقدم, ببساطة نتعلم الغضب بايجابية و ننسى للأبد الغضب السلبى .
---------------------------------------------------------------------------------------
عبد الرحمن الأبنودى