Thursday, August 31, 2006

سكك حديد مصر 2

استمرارا لمسلسل المهازل وزير المواصلات يصدر أمرا بمنع تحرك أى جرار غير مزود بأجهزة اتصالات

القرار كالعادة لم يسبقه حصر للجرارات الغير مزودة بهذه الأجهزة و اعادة تنظيم جداول القطارات

النتيجة: تأخر قطارى ل 3 ساعات بانتظار وصول جرار جديد مجهز

فى الطريق أعاين للمرة الثانية اّثار الحادث...

الدمار مازال فى مكانه, ترى ما الذى ينتظرونه لازالة هذا المشهد المؤلم!!

يمكننى أن أرى فردة حذاء داخل الحطام

انفض المهرجان و ترك ورائه عامل واحد عجوز.. البؤس حفر فى وجهه وديان و أخاديد, يقضى وقته بجوار الحطام فى العراء يدخن و يشرب الشاى الذى يصنعه على نار بدائية يشعلها

لم نتوقف فى محطة الا و حاول المارة العبور من أسفل القطار.. نمنع البعض و البعض الاّخر يمر غير عابىء بتحذيراتنا

فى مدخل محطة رمسيس تجد عربات قديمة ملقاة بين القضبان و مملوءة بالقمامة... مشروع حريق منتظر

موظفى السكة الحديد الراكبون معنا بالقطار يقفزون من القطار قبل دخوله المحطة على القضبان... منتهى الالتزام من عمال الهيئة أنفسهم!!

Friday, August 25, 2006

حدث فى...

شبرا:

أمام محطة المترو الرئيسية فى شبرا الخيمة, بجوار محطة القطار عبرت نفقا للمشاة مع صديقى رامى عائدين من السفر

النفق مظلم قذر و رطب, ضيق جدا و مستدير اّخذا شكل أنفاق المجارى

فى وقت واحد تقريبا التفت كلا منا للاّخر وقال : "عزيزى ليوناردو"

كنا نعنى بالطبع سلاحف النينجا التى تعيش فى أنفاق المجارى المماثلة.

قليوب: (بين محطة بنها و شبرا للقطارات)

الجميع أخرج رأسه من النوافذ ليشاهد حطام القطار المحطم.. كان المنظر على الحقيقة مذهلا و مؤلما

القطار مر بنا بطيئا لنعاين كل شبر فى العربات المحطمة الملقاة على جانب الطريق... متى يزيلون هذا الحطام يا ترى؟

شعار هيئة السكك الحديدية: "سكك حديد مصر ... طريقك الى جنة"

ربما أيضا "حديد على حديد... يفعل الله ما يريد"

الدولة الكبيرة

فى المصرى اليوم منذ عشرة أيام مقال يتحدث عن توابع الحرب على لبنان, يتحدث عن ما ذكره حزب الله متمثلا فى زعيمه حسن نصر الله أن الدول الكبيرة لم تعد كذلك.

المقال كان ينتقد مساندة المعارضة لهذا الرأى بأن مصر لم تعد الدولة العربية الكبيرة أو المؤثرة و الفاعلة.

كاتب المقال نادى الى التمسك بكون مصر دولة عربية كبرى و ذات ثقل و دور أساسى معتبرا أن التفريط فى هذا المبدأ هو تفريط فى ماهية مصر ذاتها و أن الدور المصرى هو من ثوابت العقيدة المصرية

لكن هل مصر دولة كبرى؟

كنت أتمنى أن أتفق معه و لكن دولة لا تملك قرارها, تعيش حكومتها بمعزل كامل عن اتجاهات الشارع, تعانى من فساد متأصل و سلبية و جهل و مرض و تخلف و عشوائية ... الى اّخره لا يمكن أبدا أن تكون دولة رائدة كما يقول فالريادة أن تتقدم الاّخرين و تأخذ بيدهم و نحن بحاجة الى كرسى متحرك و من يدفعنا كدولة كسيحة للأمام

الحقيقة أن الكاتب فى غمرة وطنيته تجاوز التمسك بالدولة الكبيرة الى التمسك بوهم الدولة الكبيرة ربما سبب هذا هو حالة رفض للواقع تنتاب الكثيرين منا لما يمثله من عبء شديد على أرواحنا

مصر لم تعد دولة كبيرة و علينا أن ندرك هذا و نعمل على أصلاحه قبل أن تزول عنا صفة "دولة" أصلا

فالنستيقظ الاّن قبل أن نفقد ما تبقى لنا من هوية و ما نملك من فتات الوطن

Friday, August 11, 2006

نداء


عندما وصل الى المحطة كان باقيا فقط لتحرك القطار عشرة دقائق

بعينين لا تريان اندفع داخل المحطة ليبحث عن القطار المنشود...

"الأستاذ محمود محمد حسن... برجاء التوجه لمكتب ناظر المحطة"


نظر للساعة فى توتر.. توجه الى مكتب الناظر عدوا و حقيبته فى يده

على بعد أمتار تسمر فى مكانه...

كانت هناك تنظر اليه... أو بالأحرى تنظر الى يده
الى ذلك الاصبع الذى حمل لأكثر من عامين خاتما يحمل اسمها
ذلك الاصبع الذى أصبح خاليا!!!!

وجهها الذى اصفر و شحب حتى غادرته الحياة مزق قلبه تمزيقا
قطرات من الدموع وجدت طريقها عبر شقوق عينيها للخارج... اتس الشق و انهمر السيل الذى خلفه

"خلاص... لحقت تقلع الدبلة؟؟؟!!!"

نظر لها مبهوتا, لم يعرف بم يرد..
يبكى أم يصرخ أم يحتويها !!

عقارب الساعة أشارت للخامسة و النصف.. موعد القطار اذن

"أنا جيت أطمن عليك بس... و انت مسافر"

أمسكت بيده بيد مرتعشة.. أنفاسها تتهدج بزفرات حارقة تحاول كتمها

أخذت بيده كالأعمى حتى الرصيف... تبعها فى صمت غير قادر على الاعتراض حيث وجد القطار

"أنا قاعد معاكى... هاخود بيجو و الحق القطر بعدين"

"لأ روح دلوقت ... أنا جيت أشوفك بس"

"خليكى جمب التليفون... أول ما أرجع هكلمك"

احتواها بين ذراعيه.. ابتل قلبه بدموعها فارتعش
استقل القطار و غادر.........

دموعها كانت تغلى فى قلبه.. تحرقه حرقا حتى تبخرت

تركت ورائها قلبا يابسا, صلب كما الصخر

فى قرارة ذاته أدرك أنه لن يحب غيرها.. أدرك أيضا أنه لن يعود..

لن يعود

Thursday, August 10, 2006

عجائب


تقدمت الى أكثر من عشرة وظائف... الوظيفى الوحيدة التى لم أتقدم لها و ذهبت اليها مدفوعا دفعا كانت هى المستقر الذى قضيت به أجمل أيام

واحدة أحببتها و رأتنى صديقا, وأخرى أحبتنى و رأيتها صديقة فقط
الثالثة توقع لنا الجميع الارتباط فحضرت خطبتها لأحد أصدقائى منذ بضعة شهور وسط دهشة الجميع!! لو كان هناك حول للقلوب لكنت أنا أول الحالات!!!!!!!!!!!!

البعض يعرف ما يريد... البعض لا يعرف ما يريد أو ما لا يريد
الأول ناجح و سعيد و الثانى فاشل و سعيد أما أنا...
أنا لا أعرف ما أريد و لكنى أعرف ما لا أريد... خواء قاتل و أنا أنتقل بين شىء لا أريده لشىء اّخر لا أريده!!

عندما اندلعت انتفاضة الأقصى كانت عيناى مثبتتان على الشاشة فى حزن ممزوج بالاثارة
عندما بدأ غزو العراق كانت عيناى معلقتان بالشاشة و قلبى يدمى
عندما بدأت الاشتباكات فى لبنان بحثت عن تأثر فلم أجد.. بحثت عن قلبى فلم أعثر الا على قطعة من اللحم .. لا دماء, لا أعصاب , لا نبض...
لا حياة