Thursday, October 26, 2006

وسط البلد



مش قادر أفهم بس هحاول... هحاول!!!

الموضوع فيه ثلاثة نقاط:

1- لييه الشباب وصل للمرحلة دى؟

2- ليه وصلنا للدرجة دى من السلبية؟

3- اييه الحل؟

السؤال الأول جوابه معقد جدا... كل ما أجده لا يقود الى هذه النتيجة اللاانسانية و لكن على الأقل فهو يقرب لنا ما فى أذهان هؤلاء الشباب

السبب الأول ثقافة فاسدة حولت المرأة من انسانة لها كيان و وجود و احساس الى مجرد جسد فى نظر الشباب, حولت الزواج من علاقة انسانية الى وسيلة لتفريغ الكبت الجنسي بغض النظر عما يكمن ورائه من مشاعر و أحاسيس و معانى تعودنا أن تكون جميلة

ثقافة دفعت هؤلاء للتفكير أن بامكانه الحصول على متعة قسرية مختلسة و مريضة!!

بالمناسبة هذه الثقافة ليست قاصرة على الطبقات الفقيرة بل امتدت للطبقات الأخرى لتجعل من الزواج علاقة جنسية بالمقام الأول... للأسف!!!!!!

السبب الثانى هو الفراغ و الفراغ وليد الجهل و البطالة معا, ما أعنيه هنا ليس فراغ الوقت و لكن فراغ العقل, بالله عليكم هل تعلموا ان الموضوع الأكثر تداولا فى جلسات الشباب هو الجنس و المغامرات العاطفية؟

أنظر الى ما يقوله جوجل عن أكثر الدول و أكثر المدن بحثا عن السكس على محركه , أنظر الصور أسفل و جرب بنفسك!!!!





شباب بلا عمل, ضحل الثقافة و ممنوع من ممارسة العمل السياسى, مغيب الدور فيما يمكن أن يشغل عقله و وقته؟ عندما يخفت صوت العقل يعلوا صوت الغرائز!!

يأتى الفقر فى المرتبة الأخيرة لأن المشكلة لن تحل حقيقة بالزواج, هذا الانسان المريض ترى كيف سيعامل زوجته؟ ان الزواج سينقل الخطر من خارج المنزل الى داخله و يمنحه صفة و حق و غطاء يعيق حله أكثر بعد أن يتحول من مشكلة عامة الى مشكلة اسرية داخلية.. أى نوجه الخطر الى الزوجة و الأبناء!!

النقطة الثانية هى لماذا هذه السلبية من المجتمع تجاه هذه السفالة؟؟

السبب الأول هو فقد المجتمع عموما لنظرة الاحترام و التوقير للأنثى, مع انتشار الفساد بين الفتيات كما هو منتشر بين الذكور فقد المجتمع احترامه و تحمسه للدفاع عن الفتيات.. كم مرة سمعت المثل القائل : "كلهن ... الا أمى و أختى" أو "البنت فى الزمن ده زى البطيخة" و غيرها من الأمثال التى تحقر فى الفتيات و تشكك فى أخلاقهن!!

هل ترى الرجال الاّن يقفون للسيدات فى الحافلات كما اعتدنا منذ سنوات؟ أم صار هذا مشهدا نادرا الاّن؟؟؟

السبب الثانى أننا مجتمع مكسور مهزوم و منقاد, عبر العقود القليلة الماضية تنامى لدينا شعور بالانقياد و الاستسلام, أسلمنا مقاديرنا و ناصيتنا لغيرنا و اكتفينا بالفرجة.

الشعور بالعجز يجعلنا مقعدين و متخاذلين ... كمن يتجه نحو الهاوية غير قادر على الحركة فأغرقنا أنفسنا فى انكار ما نحن فيه, أغمضنا عيوننا لكيلا نرى الهاوية !!

و الحل؟؟؟؟؟

سمعت كلام ظريف عن تقنين الدعارة!! هل هذا من باب "و داوها بالتى كانت هى الداء"؟؟ يا الله!!! بقى ده الحل؟؟؟؟

أن نوقف الاهانة العشوائية للمرأة بتقنين الاهانة المنظمة؟ نعم الدعارة اهانة منظمة بتحويل المرأة لسلعة تتداول فى الاسواق

ثم ان الحل لا يكون أبداً بفتح الطريق لسد الغرائز فاذا فعلنا هذا اليوم تحولنا الى شعب شهوانى لا هدف له الا ارضاء غرائزه على حساب المبادىء ثم سيأتى اليوم الذى نقنن فيه المخدرات و خلافه ارضاء لشهوات العقول المريضة.

هذا الشعب ميت من الداخل... أيقظوه, ابعثوه من الداخل

امنحوا هذا الشباب عمل, أمل , طموح.. امنحوه مشروع يحيا و يموت من أجله, امنحوه هدفا غير المال و الزواج, امنحوه قضية!!

غيروا هذه الثقافة التى قتلت المشاعر و تركت الجسد, ليست الدعارة فقط هى تجارة الجسد الاّن بل معظم الزيجات أيضا... أعيدوا المشاعر المفقودة

أخيرا .. أيها الفتيات: توقفوا عن الصراع لكى تكونوا رجال فأنتم لن تصبحوا رجالاً.. كل ما تربحونه أنكم تفقدون احترام الرجال.. احصلوا على حقوقكم بدون التفريط فيما نحترمه فيكم من أنوثة و براءة حتى يعود الاحترام و التوقير الذى كان

Saturday, October 21, 2006

ملعب الحياة

أعجبنى هذا المقال الذى نشرته انسانه بعنوان "ملعب الحياة"
و برغم أن معلوماته أعرفها و أتفق معها من قبل الا أننى أعجبت بأسلوب المقال الرشيق المنظم و صياغته لأفكار أعجز عن سردها على الورق بشكل منطقى

ربما تجد نفسك متفقا مع بعض المذكور هناك أو جزءا منه أو كله لكن فى جرينا المحموم خلف الحياة ننسى الكثير من هذه الحقائق, ننسى أو نتناسى كبراً أو خوفا أو اتباعا لتقاليد حمقاء زرعت فى نفوسنا حتى سجنتنا داخلها

المقال تجده على أجزاء

هنا

و

هنا

Friday, October 13, 2006

خواطر رمضانية

رمضان.. يقفز الى عقلى الصوم.. لماذا نصوم؟

المذيعة فى التلفزيون تقول لكى نحس بمشاعر الفقراء, لماذا يصوم الفقراء اذن؟؟؟؟

20 عاما أسأل نفس السؤال و لا يجيبنى أحد اجابة شافية حتى خلصت أن الصوم لا علاقة له بمشاعر الفقراء من قريب أو بعيد

يقول لنا ابن تيمية أن الحكمة هى تهذيب الروح بالامتناع عن المحرمات لشهر كامل و الحرص على هذا يعود الانسان على الابتعاد عنها لباقى العام و يدلل على هذا بالحديث القائل:

قال النبي صلى الله عليه وسلم::

"من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ".

ولكن الصوم يتجاوز هذا الى ما هو أبعد, فأنت تبتعد عن المحرمات صباحا و مساءا و لكنك تبتعد عن متع حلال أيضا فى نهار رمضان كالطعام و الشراب والعلاقة الزوجية, ربما كانت الحكمة هنا تدريب روحى للانسان حتى تصير الروح قوية بما يكفى لتسود على غرائز الجسد لا أن تسير غرائز الجسد الروح.

و لكن هل تتحقق الاّن حكمة الصيام؟

فى الشق الأول الكثيرون لا يبتعدون عن المحرمات ليلا فى رمضان و البعض نهارا أيضا, العيد يصير عيدا للفساد عند الشباب كأن بانتهاء رمضان انتهى دوره و نسى تماما!!!

أما الشق الثانى فحدث و لا حرج: فبدلا من تدريب الروح نقضى الوقت فى تدريب المعدة و الصائم يقضى وقتا طويلا فى تنظيم برنامج طعامه و عزوماته فيشغل الطعام من تفكيره أكثر من العبادة بكثير, و الحقيقة أن استهلاكنا الغذائى يرتفع كثيرا جدا فى رمضان عن أى معدل اّخر!

النقطة التى تثير قلقى : الى متى ستظل مناهج الدين بهذه السطحية و الى متى ستظل مذيعاتنا و اذاعاتنا بهذه العقلية المضمحلة التى توقفت عند المرحلة الابتدائية؟؟

ان الفتاوى الدينية الخاطئة التى أصبحت جزءا من تراثنا كحكمة الصوم (مشاعر الفقراء !!) و حكم شرب الخمر (لا تقبل صلاته 40 يوما !! ) تحتاج الى بعض الاهتمام لازالة هذة المفاهيم الخاطئة التى ادخلت الى الدين بحسن نية و لكن تعود عليه بأثر عكسى كما نرى .

ان الاسلام كديانة كبرى فى مرحلة تحول لابد منها, فالصدام الذى نتخيله الاّن بينه و بين الحضارة ليس الا صداما بين تفسيرات و تصورات متخلفة عن الدين و الحضارة, و هى مرحلة مرت بها جميع الأديان فى سياق تطور عقلية الشعوب و اتساع مداركهم لتشمل مفاهيم أوسع و اّفاقا أرحب للدين من المفاهيم الضيقة التى وضعا المفسرون و المجتهدون قبل قرون