Friday, October 13, 2006

خواطر رمضانية

رمضان.. يقفز الى عقلى الصوم.. لماذا نصوم؟

المذيعة فى التلفزيون تقول لكى نحس بمشاعر الفقراء, لماذا يصوم الفقراء اذن؟؟؟؟

20 عاما أسأل نفس السؤال و لا يجيبنى أحد اجابة شافية حتى خلصت أن الصوم لا علاقة له بمشاعر الفقراء من قريب أو بعيد

يقول لنا ابن تيمية أن الحكمة هى تهذيب الروح بالامتناع عن المحرمات لشهر كامل و الحرص على هذا يعود الانسان على الابتعاد عنها لباقى العام و يدلل على هذا بالحديث القائل:

قال النبي صلى الله عليه وسلم::

"من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ".

ولكن الصوم يتجاوز هذا الى ما هو أبعد, فأنت تبتعد عن المحرمات صباحا و مساءا و لكنك تبتعد عن متع حلال أيضا فى نهار رمضان كالطعام و الشراب والعلاقة الزوجية, ربما كانت الحكمة هنا تدريب روحى للانسان حتى تصير الروح قوية بما يكفى لتسود على غرائز الجسد لا أن تسير غرائز الجسد الروح.

و لكن هل تتحقق الاّن حكمة الصيام؟

فى الشق الأول الكثيرون لا يبتعدون عن المحرمات ليلا فى رمضان و البعض نهارا أيضا, العيد يصير عيدا للفساد عند الشباب كأن بانتهاء رمضان انتهى دوره و نسى تماما!!!

أما الشق الثانى فحدث و لا حرج: فبدلا من تدريب الروح نقضى الوقت فى تدريب المعدة و الصائم يقضى وقتا طويلا فى تنظيم برنامج طعامه و عزوماته فيشغل الطعام من تفكيره أكثر من العبادة بكثير, و الحقيقة أن استهلاكنا الغذائى يرتفع كثيرا جدا فى رمضان عن أى معدل اّخر!

النقطة التى تثير قلقى : الى متى ستظل مناهج الدين بهذه السطحية و الى متى ستظل مذيعاتنا و اذاعاتنا بهذه العقلية المضمحلة التى توقفت عند المرحلة الابتدائية؟؟

ان الفتاوى الدينية الخاطئة التى أصبحت جزءا من تراثنا كحكمة الصوم (مشاعر الفقراء !!) و حكم شرب الخمر (لا تقبل صلاته 40 يوما !! ) تحتاج الى بعض الاهتمام لازالة هذة المفاهيم الخاطئة التى ادخلت الى الدين بحسن نية و لكن تعود عليه بأثر عكسى كما نرى .

ان الاسلام كديانة كبرى فى مرحلة تحول لابد منها, فالصدام الذى نتخيله الاّن بينه و بين الحضارة ليس الا صداما بين تفسيرات و تصورات متخلفة عن الدين و الحضارة, و هى مرحلة مرت بها جميع الأديان فى سياق تطور عقلية الشعوب و اتساع مداركهم لتشمل مفاهيم أوسع و اّفاقا أرحب للدين من المفاهيم الضيقة التى وضعا المفسرون و المجتهدون قبل قرون

No comments: