Tuesday, January 03, 2006

الجريمة و العقاب


المشهد الأول:

جنود اسرائيليون يتحركون فى قطاع غزة ثم ينقض عليهم مئات الاطفال و الشباب بالحجارة و زجاجات المولوتوف... الجنود يردون بضرب و تكسير عظام المهاجمين

ملايين العرب و المصريون يتأففون من هذه الفظاعة!!!

المشهد الثانى:

اّلاف الاجئين يحيلون مكان الاعتصام الى مزبلة, شكاوى من سوء أخلاق و بعض السرقات و التحرشات.... اّلاف من جنود الامن يحيطون بهم... تنقطع الاضواء و يبدأ القتال... اللاجئين العزل يدافعون عن انفسهم باعمدة الخيام و أفرع الاشجار... أطفال تسحق و عوجيز يسحبون على الارض... امرأة تتلقى عدة صفعات و هى تهرول مذهولة خارج المكان (ظهرت على شاشات الفضائيات تضرب و تسحب من شعرها)... لربما كانت تبحث عن طفل أو اب مفقود!!!
27
قتيلا و عشرات الجرحى... ثياب مبعثرة على قارعة الطريق... كتب , صور و كتب مقدسة...

ملايين المصريون يتأففون من مظهر السودانيين الغير حضارى فى قلب حى المهندسين الراقى!!!!!!!!!!!!!!!!

السؤال:

أذكر جريمة عقوبتها الاعدام فى مصر؟

الاجابة:1- الاعتصام
2- القاء القاذورات فى حى راقى قبل موسم سياحى
3- التحرش بالمواطنين أو السرقة أو التسول

هل انتهى عهد تناسب الجريمة و العقاب؟

ملحوظة أخيرة:

لكى لا أتهم بالسلبية و الانتقاد الهدام و الخيانة و العمالة الى اّخر هذه الاسطوانة المشروخة التى سمعتها من الاستاذ مصطفى بكرى و هو يدفع بان لا غضاضة فى مقتل 27 مدنى فقد كنت من أول من نادى بان تساهم الدولة فى تنظيم المكان و فرض النظام بدون انهاء الاعتصام و ذلك بتوفير رعاية صحية من وزارة الصحة و أجهزة النظافة و وزارة الداخلية لتأمين و تنظيف و تنظيم المكان و لم يكن اللاجئين ليرفضوا خدمة مجانية تقدم اليهم

أما بخصوص طريقة فض الاعتصام فمن المخجل أن تقطع الكهرباء و تبدأ الهجوم ثم تلقى بالائمة على التدافع

أقر أنا ان الامن المصرى تعامل معهم بافضل ما يستطيع و لكن أفضل ما عندهم لا يرضى الاغنام و هو جندى الامن المركزى (عسكرى الشطرنج) لم يتعلم الى التقدم فى خطوط مستقيمة و الضرب و أعتقد أن انهاء اعتصام بهذا الحجم كان يحتاج الاّتى:

1- مدة أطول لانهاء الاعتصام على دفعات بمستوى اقل من العنف
2- قوات مدربة
3-قيادات تحترم حقوق الانسان

لا يهمنى كثيرا ان أخطأ اللاجئون أو أصابو و لكن العقاب لم يكن على حجم الجريمة فأن تقتل من يلوث مكانا عاما فى بلد يعد التعدى على ممتلكات الدولة بالمبانى و المصانع الملوثة و مقالب القمامة و غيرها أمرا شائعا, فهذا يبدوا لى مبالغا فيه

أنا حزين و مبلغ حزنى أن أبناء بلدى ساندوا الباطل و برروه و برؤوه و هم يعلمون

اليوم هم و غدا و الامس و اليوم نحن, ضع نفسك أو ابنك مكانهم و ستجد نفسك تصرخ أنه لم يفعل جرما يستوجب القتل, هذا ان كان أخطأ أصلا
=========================
تحديث:

راجع موضوع الاختيار المنشور
هنا... يبدوا لى أن هذه أحد مفترقات الطرق التى نتحدث عنها حين يتهم من يساند الحق بالعمالة و يتذرع الطرف الاّخر باستهداف دولى و مؤامرة و شيكة... هكذا تحدث مصطفى بكرى و هكذا كانت تعليقات معظم المصريين على صفحات مواقع الخبار و خاصة العربية

الرحمة يا رب!!!!!!!!!!