Monday, January 09, 2006

هذا الطفل الخائف



لم تكن البداية طبيعية و كذلك النهاية

مختبئا تحت الفراش و عيناه متسعتان عن اّخرهما.. يحبس أنفاسه و بكائه و أفكاره.. أصوات الرصاصات فى كل مكان و دقات الاحذية الثقيلة

لن ينسى طفل هذا و كذلك هو.. لم ينس طوال حياته ذلك الطفل المذعور تحت الفراش و تعلم.. تعلم أن يكون قويا ليشعر بالامان, تعلم أن يساند الضعاف و المذعورين.. كل قومه عاشوا ضعافا مذعورين مكروهين فصار قويا ليحميهم

فعل الكثير مما يراه الاّخرون قسوة.. أى قسوة هى؟ لم يكونوا معه هناك اذ يصغى الى الصرخات المكتومة باصوات الرصاصات

لم يكونوا معه وهم يسحبونه بلا أسرة ولا أصدقاء..وحيد فى عالم بارد قاس... القسوة هى ما حدث لقومه و عائلته و أى شىء اّخر صار يبدوا له رحيما!!

كبر و قوى.. نجح و فشل.. طارد أشباح الخوف فى كل مكان, حاربهم و غزاهم و لكن لم يهزمهم.. لم ينجح فى التخلص من هذا الخائف

كان الخوف مرضه المزمن و الطفل الخائف بقى يرتعد بالداخل, ربما تختلف الاسباب و لكن يبقى هو من هو.. يرتعد تحت ستار زائف بعينين متسعتين من الرعب و ابتسامة مرسومة بصعوبة

اليوم اتسعت عيناه تماما و زالت الابتسامة.. سقط القناع و بقى ذلك الطفل فى العراء و هو ممدد بين الحياة و الموت

ببطء أدرك الحقيقة الكئيبة, أن حربه طوال هذه السنين ضد الخوف قد انتهت به... أكثر خوفا
======================
شارون على فراش الموت


1 comment:

Anonymous said...

شارون مولود في فلسطين، أي أنه لم يختبئ تحت الفراش هربا من عسكر.