Thursday, August 21, 2008

المفعول به

لم يعد المفعول به فى حياة الشعوب العربية و الإسلامية مجرد معنى لغوى بل صار نظام حياة...

الإنسان العربى و المسلم على الأخص تنازل عن موقع الفاعل مكتفيا بموقع المفعول به محاطا بثقافات –و ربما سخافات – تقنعه و تحضه على أن يقنع بكونه مفعول بهو لا محل اّخر له من الإعراب...

هاك ثقافة سياسية تقنعه أن حكومته لا تمثله و أنها قدر من السماء لا يملك معها شيئا و الحقيقة ان حتى أكثر الأنظمة إستبدادا مثل شعوبا مهما إدعينا عكس ذلك, فقط هى لا تمثل اّرائك التى تدعيها بل هى تمثل حقيقتك التى تخفيها... حقيقة شعب متخاذل جبان إستسلامى ... شعب منقاد أسلم قياده إلىالجلاد ثم عاد يندب سوء حظه ( هو المفعول به المسكين!!!)

و هاك ثقافة دينية قدرية ... كل شيء بيد اللهو كل الأمور مردها إلىالله و الإنسان يبدو فى هذه المعادلة حقل تجارب أو فى أفضل التصورات الدينية المعاصرة ( عامل مساعد ) ... أداة لتنفيذ مشيئة الرب و هو مفهوم لايتقر وع أى مبدأ دينى راسخ و ينزلق بمبادىء مثل التوكل الى موقع التواكل و الإستسلام.

حتى الصحافة عندما تتحدث عن العالم و القوى العالمية تتم بشدة بإتجاهات القوىالعالمية و تنسب اليها كل مشاكلنا و فقرنا وهمومنا وكأننا أطفال قصر وهم عليهم المسؤولية... و كأن لا فعل لنا فى مواجهة أى فعل لهم أو أننا دمية تلعب بها أهواء السياسة و القوى الدولية.

و عندما يصير الإنسان مستسلما الى هذه الدرجة شاعرا بالعجز سياسية, دينية, دولية و إجتماعية غرس داخله غرسا كونها "قوى عليا" فلا يصبح أمامه إلا أن يذهب مستكينا الى موقع المفعول به و ينتظر مطئطئا سكين الجزار

فيا هذا المفعول به ... أما اّن لك أن تستفيق من هذه الغيبوبة قبل أن تنتقل من موقع المفعول به إلى موقع " المبنى للمجهول" !!!!