لا أدر لم أخذتنى قدماى الى هناك و لكنى غير نادم أبدا على ذلك
عند دخولى تعلقت كل العيون بي...
الحيرة و الشكوك و الخوف كان المسيطر.. أشخاص اعتادو اعتبارنا كائنات غريبة يرون غزوا لعالمهم ربما يكون غير مسبوق!
لكن لم تمض فترة طويلة حتى انهارت الحواجز ... القلوب انفتحت و لفحنى الغضب المكتوم بداخلها, شكاوى نسج عليها العنكبوت خيوطه فى ظلام قلوب لا تدخلها الشمس و لا حتى بصيص ضوء الأمل
و كعادة هؤلاء البسطاء لم يكن غضبهم موجها, كان غضبا من الجميع و على الجميع حتى على أنفسهم
لو بقيت أستمع لأمضيت باقى عمرى هناك, عند مغادرتى لم أعد الى غرفتى.. سرت شاردا أفكر فى الأمل المفقود و فى بشر أغلقوا قلوبهم على أحزانهم حتى أبوا مجرد الشكوى
جذب انتباهى ضوء فى أحد المكاتب, لم تلبث ان انطلقت دعوة فاترة للانضمام اليهم
بعد أن رفضت شاكرا توجهت بالسؤال الى أحدهم عن ما رأيته و عن شكواهم..
كان التغيير 180 درجة فورا فبعد أن كانت الدعوة فاترة أو كما يقولون "عزومة مراكبية" تحولت الى دعوة حارة و استقبال حافل و انطلق الحديث لا من الألسنة بل من القلوب
كنت كمن وجد المفتاح السحرى الى قلوب هؤلاء البسطاء و لم يكن المفتاح فى حل مشاكلهم, كل ما أرادوه هو الاهتمام , أرادوا من يدخل عالمهم و لا يتعالى عليهم, من يشعرهم بأنهم بشر ويستحقون الاهتمام
عند عودتى كان قلبى مثقلا.. شعرت بأن أحمالهم تهاوت على كتفى و غزا قلبى خوف غامض.. خوف من الأمل ان استحال لخيبة أمل