ينقسم الناس فى دنيانا الى قسمين:
أهل الشك, و أهل اليقين
أما عن أهل اليقين فهم أهل النعيم, هم قوم ايمان عميق بكل ما يعرفون و ما لا يعرفون و كفاهم على ايمانهم دليلا ايمانهم ذاته, هل يتطلب الايمان اثباتا أو دليل؟
و أهل اليقين منعمون غير مبالين فهم يعرفون كل شىء و لذلك فهم لا ينقصهم العلم بشيء, لم تفتهم شاردة و لا واردة و هم بذلك واثقون و على ذلك مؤمنون.
و أهل اليقين مميزون فهم أهل الله و أهل العلم و أهل الفن و أهل الأخلاق, و الاّخرين دونهم مستحقون للتوعية و الرعاية.
و لأن من دونهم هم دونهم فى العلم و محدودو الامكانيات فلأهل اليقين عليهم درجة بل درجات, و لهم عليهم الفضل و لهم سلطة التوجيه و الارشاد بل و التأديب و المنع و ينبغى رد كل شىء لأهله و هو طائفته من أهل اليقين.
أما عن أهل الشك فحدث ولا حرج:
هم فى صراع دائم تلتهم قلوبهم و عقولهم بعضها بعضا, فهم فى صراع مع بعضهم بعضات بحثا عن الحقيقة, و مع أهل اليقين لاثبات خطأ المعتقدات و تغليب الشك على اليقين , و هم ان وصلو لأمر ما وصلوا اليه مرجحا لا ثابتا فلا يلبثوا أن ينكروه ويبحثوا عن غيره.
و أهل الشك ملعونون بلعنة العقل الأبدية, فهم لا يخطون خطوة الا بحساب و تفكير و جدال و على عقولهم و قلوبهم فلاتر من الشكوك تعترض أكثر ما يسمعون و ما يتلقون فهم فى هذا كله لا يمتلكون حتى الحد الأدنى من اليقين الكافى فترى أرواحهم حائرة هائمة بلا مأوى ولا مستقر.
و أرواحهم فى حيرتها هذه عرضة للجرح و التعريض لأتفه الأسباب و لأنهم أهل شك فكثيرا و مع الجرح المتواصل ما يتطرق الشك الى ذواتهم أنفسهم , تتزاحم سحب الشكوك السوداء حول أرواحهم فتخنقها و تسممها و يبقى الأمل في من يمتلك بارقة يقين, ليس يقين فى ذاته و لكن فيهم يمد يده الى هذا المعذب الملعون فيسحبه خارج دائرة الظلام المتكاثف حوله.
و أهل الشك و أهل اليقين طائفتان فى كل شىء على الدوام مختلفان و ان اتفقوا: فهم و ان اتفقوا فى أمر اختلفوا فى كيفية الوصول اليه , فأهل اليقين وصلوا اليه بالنقل و الحفظ و أهل الشك وصلوا اليه عن طريق العقل و التدبر.
يبقى أن نقول أن أهل اليقين أهل علم و ان جهلوا و هم على ثقة بذلك, و أهل الشك أهل جهل و ان علموا وهم على ثقة بذلك.
الاّن أين أنت من هؤلاء: من أهل الشك أم من أهل اليقين؟