دعوة

بدءاً من ظهر الخميس 28 - 7 - 2005

في حديقة ساقية الصاوي

اتركوا وردة ، أقيدوا شمعة ، خطوا عبارة ، اتلوا آية ، ضعوا صورة ، ارسموا لوحة. شاركونا في التعبير عن مشاعر الحزن على ضحايا التفجيرات الارهابية ، و في اعلان آرائكم في مواجهة الارهاب.

تقوم الفكرة على تنظيم رد فعل شعبي ضد الهجمات في صورة فنية هادئة كما حدث بعد تفجيرات مدريد و لندن.

ركن صغير يضع كل واحد فيه ما يعبر عن تضامنه مع الضحايا: ورقة بأسمائهم، شموع، آيات من القرآن أو من الإنجيل، كلمة رقيقة، وردة أو باقة ورود، لافتة....إلخ
الأمر متروك لإبداع كل واحد

لن يكون هناك تظاهر ، و لا تجمع ، و لا هتافات ، و لا لافتات معادية للنظام. الهدف واضح و هو رفض شعبي هاديء للإرهاب الذي هو عدو الجميع.

سيستمر الأمر بإذن الله أياماً عديدة بعد ذلك ، فإذا لم تستطيعوا الحضور يوم الخميس القادم ، فيمكنكم الذهاب للساقية في أي يوم تال.



Invitation:

Starting from Thursday 28/07 at noon, in the garden of el sakkia (in Zamalek), you can leave anything to express your feelings about what happened in Sharm el-Sheikh and about terrorism.Just put anything you want, a picture, a poem, a candle, flowers...
No protest, no politics and no demonstrations! Just saying no to Terrorism, our common ennemy.
It will be open for sometime after this Thursday, so come anytime you like!

حيرة

جلست على جانب الطريق بعد يوم طويل و شاق, صغيرة هى لم تتجاوز التاسعة من عمرها, نحيلة جدا و ضعيفة جداولكن اعوامها التسعة قد اضافت لها قوة الايام, قوة البقاء فى عرض الطريق.

جلست تحصى حصيلتها, كنزها الثمين من بيع المناديل طوال اليوم و في داخل عقلها الصغير خلف ذلك الايشارب تعتمل مئات الحسابات فى كيف ستنفق هذه النقود.

ظلال كثيرة بدأت فى الظهور حولها, رفعت رأسها لتجد مئات الشباب و الرجال و النساء و قد بدأوا يتوافدون على المكان.

لم تمض دقائق معدودة حتى اكتظ المكان بمئات المتظاهرين و رجال الامن, كل هذا و هى مازالت تمسك بنقودها و تدور برأسها فى المكان.

قامت من جلستها ثم دست النقود بعناية فى ملابسها قبل ان تتجه الى جموع رجال الشرطة و هى تتطلع اليهم, راحت تتحرك بينهم بحثا عن ثغرة ترى عبرها ما يحدث بالداخل.

"امشى من هنا يا بت اجري!!!" هكذا زجرها أحد الضباط فى غضب فهرولت مبتعدة عنه لتتوارى بعيدا قبل ان تعود من جهة أخرى لتجذب طرف الثوب العسكرى لاحد الجنود:

"هو فيه اييه يا عام؟؟"

نظر الجندى اليها نظرة مرهقة, بحث عن اجابة لها ثم صمت.

عثرت على ثغرة صغيرة بين الجنود فعبرت الى حيث مئات الاشخاص و مئات الشموع.

مرة أخرى جذبت كم أحد الرجال الممسكين بالشموع: "هو فيه اييه؟؟؟؟"

نظر الرجل الى الفتاة التي التمع ضوع الشمعة فى عينيها المتسعتين عن اّخرهما قبل ان يجيب :

"احنا معترضين على الحكومة عشان الفساد اللى فى البلد"

استمرت الفتاة فى النظر اليه برهة و انفرجت شفتيها لتقول شىء ما لكنها همهمت بكلام غير مفهوم ثم ذهبت من حيث أتت.

جلست فى ذلك الركن الصغير مرة أخرى, أخرجت كنزها الصغير و استأنفت العد مرة أخرى.