قدرها منذ أن ولدت أن تكون مختلفة... علمت هذا منذ لحظات عمرها الأولى... ربما تكون فريدة من نوعها أو ربما تكون فقط الاولى
كانت تعلم حجم العبء الملقى على عاتقها, حجم المسؤولية و الرسالة المنوطة بها.
كثيرا ما تسائلت عن قدرها... حدسها أنبأها بمصيرها المشؤوم و بما تحمل لها رسالتها من متاعب و لكنها لم تضعف و لم تهرب.
لقد طال الصبر و حان وقت العمل... اليوم تخرج رسالتها للنور, اليوم تبلغ رسالتها و تلقى بهذا الحمل من على عاتقها
اندفعت بين عشرات الاّلاف ممن يشبهونها و لا يشبهونها, كانت فريدة بينهم... مقاومتها صمدت لمحاولات التغيير و التزييف بينما سقط الاّخرون و فشلوا
اندفعت بينهم بقامتها النحيلة تتجاوز بها الافواج المتدافعةو ككثيرا ما أفسحوا لها المجال, ربما رهبة مما تحمله من رسالة واضحة أو ربما خوفا من البقاء الى جوارها!!!!
تشق الصفوف فى صعوبة مسترجعة لحظات الصراع...كم حاولوا اخضاعها لتصير مثلهم... كم حاولوا تزييف هويتها.. سلب رسالتها منها
الاّن و قد وصلت الى الصفوف الاولى, أعلنت عن رسالتها فى صمت... وقفت فى اعتداد و الضوء يلمع عليها
-----------------------------------------------
امراة فى أواسط العمر.. دخلت غرفتها تتقافز مسرعة, لقد تأخرت على موعد هام و عليها ان تستعد على عجل.
تطلعت الى وجهها فى المراّة... تبدل وجهها فى ضيق عندما رأتها ...شعرة بيضاء واحدة خرجت تعلن عن نفسها فى صمت بين موجات شعرها الاسود...لا وقت لصبغه مرة أخرى!!!!!!
امتدت يدها فى حدة لتلتقط المقص... عبثت فى شعرها لحظات لكى تعزل هذه الشعرة وحدها... اكفهر وجهها بشدة هذه المرة عندما رأت اثنين اّخرين فى أماكن متفرقة... لا فائدة!
طالعت وجهها طويلا... لم يفارقه الصبا بعد ولكن بدايات تجاعيد بدأت تحيط بفمها و أعلى عنقها
أعادت المقص الى مكانه... تطلعت الى ردائها الذى بدا لها الاّن غير مناسب
أبدلت ثيابها فى صمت بطىء ثم غادرت و قد فقدت أى رغبة فى الخروج و على وجهها ذلك الشعور الكئيب
شعور الهزيمة!