Wednesday, March 01, 2006

أوراق دامية


لم أعد أستطيع التحمل... أعصابى التالفة أصلا انهارت تماما و لم يعد لى من سبيل اّخر.

منذ أن فقدت أسرتى بضعة شهور مضت و لم أذق طعم الراحة...اننى حتى لا أدرى لماذا سعيت الى هذا التعويض المقيت الذى حصلت عليه بعد اجراءات بسيطة و كأنما هناك من يدفع دفعا لاغلاق هذا الملف!!

لم أودع التعويض الباهظ فى أحد البنوك بل عدت به الى المنزل, وضعته الى جوارى و جلست أنظر اليه شاردا.

هذه الكومة هناك... هذه الكومة هى زوجة محبة أخلصت لى حتى أخر دقائق عمرنا

كومة أخرى هى ابنة أثيرة أمضيت عمرا فى تنشئتها!!

و هذه...هذه طفل صغير لم يعرف قلبه بعد قسوة الدنيا و ظلمها.

أفكارهم, اّمالهم, أحلامهم و أحلامى فيهه صارت أوراق و رزم حولى!

لم يكن هذا ما دمر أعصابى, حياتنا علمتنا الصبر و الاحتمال و علمتنا أن نجتر العذاب فى صمت و أنا احتملت و ابتلعت اّلامى حتى اّخر قطرة.

ابتلعتها حتى كانت العودة...

كانت البداية عندما رأيت زوجتى على أحد رزم النقود... رأيتها تنظر لى فى لوم و عتاب
"هانت عليك العشرة بالسهولة دى؟"

علمت أنى واهم و أنكرت ما أراه أمامى... أيام مضت قبل أن أرى ابنتى أيضا!

كانت أمامى على أوراق النقد: "بابا..بابا.. الحقنى!!"

كانت تغرق و أنا عاجز عن مد يد العون لها.. كانت تنادينى!

رايت طفلى تتلقفه الامواج و الاسماك.. صارت النقود شاشة عذاب تطاردنى فيها عائلة كاملة و تلقى على باللوم و العتاب... نقودى... عائلتى!!!

اليوم لم أعد أستطيع التحمل.

استأجرت هذا القارب بمالى الخاص و ها أنا به فى عرض البحر مرة اخرى و معى أسرتى... الجديدة!

فى ليل بلا نجوم ألقيت بأسرتى النقدية فى مياه البحر فردا فردا.

نظرت اليهم يغرقون بالتدريج... ثوان مضت قبل أن ألحق بهم فى صمت.

تأرجح القارب فى صمت بينما أجتمعت الاسرة ثانية فى مكان واحد.

1 comment:

Lilly said...

wow, that story got into me and made me cry :")